Admin المدير العام
عدد المساهمات : 919 تاريخ التسجيل : 15/09/2010
| موضوع: الصيام فرصة وقائية وعلاجية الثلاثاء مايو 24, 2011 3:06 pm | |
| رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش" (حديث شريف)
لما كانت صحة الجسم مطلب أساسي حتى يستطيع الإنسان القيام بما أمر به ربه في هذه الأرض من عبادة المولى عز وجل، وعمارة الأرض، وطلب العلم، ورفع الظلم، والجهاد في سبيل الله، جعل الله عز وجل كثير من العبادات والفرائض وقاية وعلاج لكثير من الأمراض والعلل التي قد يصاب بها جسم الإنسان، فكانت لنا تلك الفرائض عباده ووقاية.
وشهر رمضان الكريم شهر عزيز على كل مسلم، يلتزم المسلم بصيامه وقيامه كل سنة، فهل هناك فوائد صحية لهذا الشهر الكريم إضافة إلى فوائده الروحية والاجتماعية؟
إذا تأملت معي عزيزي القارئ سوف تجد أن شهر رمضان هو نظام غذائي جديد يلتزم به الإنسان المسلم كل سنة، ويزداد تأملك إذا علمت أن الإنسان ليس وحده هو الذي يصوم بل إن الصوم موجود أيضا في الحيوانات، فلقد لاحظ العلماء أن كثيرا من الكائنات الحية تمر بفترة صوم اختيارية بالرغم من توافر الغذاء حولها. فمثلا من الطيور ما يكمن في عشه ويمتنع عن الطعام في مواسم معينه كل عام، وبعض الأسماك يدفن نفسه في قاع المحيطات أو الأنهار لفترة معينه بدون طعام.
صيام شهر رمضان فرصة وقائية
أثناء فتره الصيام، التي تمتد من بعد آذان الفجر وحتى آذان المغرب، يعتمد الجسم في طاقته وحاجته على سكر الجلوكوز وعلى وجبه السحور، إلا أن تلك الوجبة لا تستطيع توفير هذه الطاقة والسكر إلا لساعات معدودة بعدها يجد الجسم نفسه مضطرا للاعتماد على الطاقة. وسكر الجلوكوز من المواد السكرية والدهنية المخزونة في أنسجه الجسم. وبهذه الطريقة يتم حرق السكر والدهون المخزونة وتخليص الجسم من السموم المتراكمة. وبديهي أن يبدأ الجسم أولا باستهلاك الخلايا المريضة أو التالفة أو الهرمة. وبعد الصيام، ومع تناول الإفطار يتجدد بناء هذه الخلايا بخلايا جديدة تعطي الجسم قوة ونشاطاً وحيوية.
الصيام يجدد الشباب ويزيد حيوية وعمل الخلايا:
شهر رمضان فرصة حقيقية لتجديد الشباب وزيادة حيوية وعمل الخلايا، وذلك لأن الصوم يؤدي إلى تأثيرين مهمين هما:
أثناء استهلاك الجسم للمواد المتراكمة منه أثناء فتره الصيام فان من بين هذه المواد المتراكمة: الدهون المتراكمة والملتصقة بجدران الأوعية الدموية، فيؤدى ذلك إلى إذابتها تماما كما يذيب الماء الثلج، وبالتالي زيادة تدفق الدم خلال هذه الأوعية وزيادة نسبة الأكسجين والغذاء الواصل إلى الخلايا عبر هذا الدم، وبالتالي تزداد حيوية وعمل الخلايا، لذلك نرى أن الشخص الذي يحافظ على الصيام تقل إصابته بمرض تصلب الشرايين، وتتأخر عنده علامات الشيخوخة.
انتهاء وتحلل الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة ونشطة يزيد من عمل وقوة وظائف الجسم المختلفة، لذلك يشعر الإنسان بعد انتهاء شهر الصوم بنقاء جسمه وزيادة طاقته وصفاء نفسه.
صيام شهر رمضان فرصة علاجية
يعتبر الصيام علاجا فعالا، أو مساعدا، لكثير من الأمراض. ومن بين هذه الأمراض الذي يؤثر في شفائها وعلاجها الصوم تذكر الآتي:
أمراض الحساسية: بعض أمراض الحساسية تزيد بتناول أنواع معينة من الأطعمة، بعضها معروف مثل السمك، البيض، الشيكولاته، الموز، والبعض الآخر غير معروف. وأثناء الصيام يستريح الجسم من هذه الأطعمة، وبالتالي يشعر مرضى الحساسية براحة كبيرة مع الصيام.
حب الشباب والبشرة الدهنية والدمامل والبثور والتهاب الثنايا يزداد بالوجبات كثيرة الدهون، وهذه الأمراض تتحسن كثيرا بالصيام.
يخفف الصيام من أعراض وعلامات فشل القلب، وذلك لأن الصيام يقلل من شرب السوائل ويقلل من تناول الأغذية، إضافة إلى أن إذابة الدهون من الأوعية الدموية يحسن من عمل القلب وبالتالي يقلل من أعراض مرض القلب عند المصابين به.
السمنة أو زيادة الوزن: يعتبر شهر رمضان طبيب تخسيس مجاني وفرصة عظيمة لذوي الوزن الزائد بشرط أن يتم الالتزام بشروط شهر رمضان الصحية، كالاعتدال في الأكل وزيادة الحركة والإقلال من النوم والكسل.
يعالج الصوم كثيرا من مشكلات الجهاز الهضمي مثل زيادة الحموضة والقولون العصبي وعسر الهضم وانتفاخات البطن، ذلك لأن امتناع الشخص الصائم عن الأكل والشرب طوال فترة الصوم يعطي فرصة لعضلات وأغشية الجهاز الهضمي لأن تتقوى ويزداد عملها وحيويتها. كما يلعب العامل النفسي دوراً كبيرا في شفاء بعض علل الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي وذلك نتيجة لما يسببه شهر رمضان من السعادة والبهجة و طمأنينة النفس وهدوء البال.
هل يجني كل صائم
فوائد الصوم الصحية؟
للأسف الشديد فكما أن بعض الصائمين يحرم من الأجر كما أخبر بذلك المصطفى (صلى الله عليه وسلم): "رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش" وهم الصائمون الذين لا يصومون عن الغيبة والنميمة وإثارة الفتن واللعن وغش الناس وغيرها من حدود الله عز وجل. وهناك أيضا من الصائمين من يحرم من فوائد شهر رمضان الصحية، وهم الذين يسرفون في الأكل أثناء ليل رمضان، أو الذين لا يتحركون أثناء نهار رمضان ويقضي كل نهاره في النوم، وهؤلاء يحرمون من فوائد الصوم الصحية لأن جسم الإنسان أثناء النوم لا يحتاج إلى طاقة كبيرة وبالتالي ليس بحاجة أن يحرق المواد الغذائية المخزونة فيه، وبالتالي يخسر هذا الشخص أهم فائدة يعتمد على أساسها الفوائد الأخرى وهي حرق وإذابة المواد السكرية والدهنية والبروتينية المخزنة في الجسم.
| |
|